في
كل يوم نتلقى
الكثير من
المعلومات
عبر مختلف
وسائل
الإعلام
(المرئي منها
والمطبوع)،
وفي حين تكون
بعض
المعلومات
علميّة - أي مؤسسة
على المنهج
العلمي – فإن البعض
الآخر يقدّم
إلينا على أنه
علمي في حين
أنه مجرد خرافات
وأكاذيب تمت
صياغتها
بطريقة توحي
بأنها حقائق
علمية. فما
هي العلوم
الحقيقية وما
هي العلوم
الزائفة؟
كلمة
Science تنحدر
من الأصل
اللاتيني Scientia وهي
تعني علم
والمنهج
العلمي هو
أكثر المناهج
موثوقية فيما
يتعلق بتحصيل
المعرفة
الإنسانية
وبلوغ حقائق
وقوانين تفسر
الظواهر
الطبيعية.
أما
كلمة Pseudo فتعني زائف
أو غير حقيقي،
ومن هاتين
الكلمتين تم
تشكيل PseudoScience التي
تعني العلوم
الزائفة. لوصف
تلك المباحث
التي تدعي
أنها تتبع
المنهج
العلمي في حين
أنها مجرد
خرافات،
فالمشكل الذي
نعيشه الآن في
عصر وفرة
المعارف هو أن
الإنسان
العادي يتأثر
بهذه الإدعاءات
ويصدق كل
تقدمه له من
"حقائق"
معتقدا أنها
حقائق مثبتة
علمية.
تمييز
العلوم
الحقيقية عن
الزائفة
الباحث
العلمي يسعى
لبلوغ
الإجابة
الصحيحة لسؤال
ما، مهما كانت
هذه الإجابة،
ولن يعرفها حتى ينهيَ
عمله. في
حين أن الباحث
الزائف يرمي
إلى إثبات صحة
أشياء يريدها
أن تكون
صحيحة،
بعبارة أخرى
فهو يحدد
النتيجة النهائية
حتى قبل أن
يبدأ البحث. الباحث
الزائف يكون
مؤمنا بتلك
(الحقيقة)
التي يسعى
وراءها
وبالتالي فهو
يعمل على
إثبات صحتها
حتى ولو كانت
خاطئة.
كما أن الحقائق
العلمية
متغيرة
والباحث
العلمي يعرف
أنها تتغير مع
الزمن، لذلك
فهو مستعد
لتغيير معتقداته
العلمية إذا
ثبت خطؤها لأن
هدفه هو
الحقيقة
المجردة. في
حين أن الباحث
الزائف لا
يغير معتقداته
حتى ولو ظهرت
أدلة تثبت
عكسها.
العلم
الحقيقي لا
يدعي أنه يعطي
أجوبة نهائية
أو أنه يجيب على
جميع الأسئلة
التي يطرحها
الإنسان،
فالعلم
الحقيقي
يكتفي بتقديم
الحقائق التي
تم التوصل
إليها
باعتماد
المنهج
العلمي فقط، أما
العلم الزائف فيدعي
امتلاكه
لأجوبة جميع
الأسئلة دون
أدلة ولا
دراسات.
الحقائق
العلمية مؤسسة
على براهين
وأبحاث يمكن
التأكد منها من
طرف علماء
آخرين تحت
ظروف مختلفة،
أما أكاذيب
العلوم
الزائفة
فترتكز على
آراء شخصية
ومعتقدات
متوارثة تم
تحويلها إلى
حقائق دون
دراسات ولا
أبحاث موثوقة.
الكثير من
أتباع العلوم
الزائفة
يدعون أن عدم
توصل العلم
الحديث
لإجابة حول
ظاهرة يقولون
بصحتها يعني
أن ما يقولونه
صحيح. لكن
كون العلم
الحديث لم
يتوصل إلى
إثبات حول الظاهرة
فذلك لا يعني
أنها صحيحة، فكون
العلم مثلا لم
يثبت أن
الأشباح غير
موجودة فذلك
لا يعني أنها
موجودة ! كل
ما يعنيه ذلك
أنه لا يوجد
في تلك
الظاهرة ما
يمكن دراسته
للتحقق من صحة
أو عدم صحة ما
يدعيه هؤلاء.
إليكم
بعض النماذج
عن مقارنات بين علوم
حقيقية
وأخرى زائفة:
SETI و UFOlogy
SETIأو Search
For Extraterrestrial Intelligence هي
منظمة تهتم بالبحث
عن كائنات
ذكية خارج
الأرض. وتقوم
على أساس ان
الحياة قد
تكون ظهرت
أيضا على كواكب
أخرى كما حدث
على كوكب
الأرض، وعلى
هذا الأساس بدأت
ولازالت تبحث
عن إشارات إلكترومغناطيسية
قادمة من
الفضاء قد
تكون حضارات
ذكية قد
أرسلتها في
الكون. هذه
المنظمة قد صارت
عضوا في Astrobiology
Institue التابعة
لوكالة
الفضاء
الأمريكية NASA في
العام 2003.
أما
ال UFOlogy
فهو الإسم
الذي نطلقه
على دراسة
زيارات
المركبات
الفضائية
المجهولة Unidentified Flying Objects
والتي شاهدنا
الكثير من
صورها (التي
تبين أنها
مزورة)، حتى
أن المروجين
لهذا (العلم
الزائف) قد نشرو
فيديوهات
لتشريح
كائنات
فضائية تم
العثور عليها
في مكان ما في
الولايات
المتحدة.
كما
نرى ف SETI و
UFOlogy يتفقان
على أن هناك
حياة ذكية في
الكون غير تلك
الموجودة على
الأرض. لكن
لماذا نعتبر
الأولى علما
حقيقيا
والثانية علما
زائفا؟
SETI نشأت عن
علم الفلك
وعلم بيولوجي
الكواكب Astrobiology
وبالتالي
فعلماء الفلك
والفيزيائيون
هم من يسهر
على إنجاز
الأبحاث
المرتبطة
بموضوع هذا
العلم، كما
أنهم لم
يؤسسوا هذا
العلم لإثبات
فكرة مسبقة
تقول بوجود
حياة فضائية
هم أصلا
متأكدون من
وجودها وإنما
يسعون للتأكد
من احتمالية
وجود تلك الحضارات
ولكن قد يثبت
أن الفكرة غير
صحيحة وأننا
الكائنات
الذكية الوحيدة
الموجودة في الكون
بأسره. أما UFOlogy فعلى
العكس ليست
فرعا من فروع
علم الفلك أو
أي علم آخر،
والمشتغلون
بها ليسوا
علماء
مختصين، وكل
ما يرتكزن عليه
هو شهادات
شخصية من شهود
عيان يدعون
رؤيتهم لأطباق
فضائية، ولا
يوجد أي برهان
واقعي يثبت
هذه الإدعاءات.
Astronomy و Astrology
يقوم علم
الفلك Astrology بدراسة
الأجرام
السماوية
ويرصد تحركاتها
وعليه فإنه
يدرس الكون
كله. وقد مر
هذا العلم
بعدة مراحل
معروفة
تاريخيا منذ الإعتقاد
أن الأرض هي مركظ
الكون مرورا
باعتبار أن
الشمس هي
المركز حتى يومنا
هذا الذي
اكتشفنا فيه
أن الشمس
والأرض وكل
كواكب
المجموعة
الشمسية ليست
سوى نقطة في
هذا الكون
اللامتناهي.
اما التنجيم
Astrology فيقوم
على افتراض
وجود علاقة
بين حركة
الكواكب
والنجوم وبين
الأحداث التي يعيشها
الأفراد، وقد
كان هذا العلم
الزائف
موجودا منذ القدم
حيث كان، كما
هو معروف،
الملوك
والفراعنة
يستعينون
بالمنجمين
لمعرفة ما سيحدث
لهم في
المستقبل،
وقد بقي على
حاله تقريبا حيث
أن مضمونه هو
نفسه لكنه صبغ
هذ المضمون بمصطلحات
علمية حديثة.
يقدم
علم الفلك
معارف ملموسة
وتنبؤات
واضحة
وصريحة، في
حين أن معارف
التنجيم غير
واقعية
وتنبؤاته
تكون دئما غامضة
حتى يستطيع
المنجم
تأويلها حسب
الأحداث
المستقبلية
بعد وقوعها.
للأسف
مازال الكثير
من الناس
يصدقون هذه الإدعاءات،
بل توجد
الكثير من
القنوات التي
تبيع الجهل للناس
وما اكثر
المتصلين بها للإستفسار
عن مستقبلهم
المهني أو عن
الزواج
وغيرها، كيف
يمكن أن نصدق
ان النجوم
والمجرات
التي تبعد عنا
بمسافات ضوئية
يصعب على
عقلنا تخليها
تتحرك محدثة
تغيرات في
حياتنا
اليومية ؟ ! كيف
يمكن أن نصدق
أن الجنس
البشري يتوزع
على 12 قسم (عدد
الأبراج التنجيمية)
؟ !
كانت
هذه بعض
الأمثلة عن العلوم
الزائفة
التي تروج
للأوهام
والخرافات،
فاحذروا من
الوقوع في
فخها ...
Enregistrer un commentaire