إنها قصة غريبة،
تقع بين حكاية بيتر بان الطفل الذي لا يكبر وبنجمان بوتن الرجل الذي ولد عجوزا
وأخذ يصغر، القصة وردت في دراسة نشرت في 14 يونيو بمجلة سيل ميتابوليزم cell Metabolism . قصة تظهر أن الشيخوخة ليست
خطا متصلا من لحظة الولادة إلى الموت، بل يمكن لهذا الخط أن يعرف بعض المنعطفات
ويرتد إلى نقطة البداية. بطل هذه القصة هي دودة تسمى Caenorhabditis
elegans دودة صغيرة جدا، إنها الدودة المفضلة لدى
الباحثين في مجال الشيخوخة، لأنهم يعلمون كيف تكبر ولماذا تموت ولأنها شفافة
يستطيعون رؤية ما يحدث بداخلها J.
تتميز هذه الدودة
أيضا بخصائص أخرى فعندما تكون في مرحلة الطفولة وتتعرض للحرمان من الطعام تدخل
فيما يشبه السبات حيث تستطيع أن تعيش لمدة شهر تقريبا، رغم أن متوسط عمرها هو
أسبوعان فقط، وخلال هذه الفترة تستطيع أن تتحرك لكنها تبقى في نفس المرحلة
العمرية، أي تبقى صغيرة ولا تكبر ومع ذلك فإن بعض مكونات جسمها تأخذ في الكبر
كالميتوكندري مثلا. وإذا قمنا بإطعامها من جديد فهي تواصل نموها من حيث توقف لتكمل
ما تبقى من الأسبوعين. لكن الغريب في الأمر هو أنه بمجرد إطعامها تأخذ تلك الأجزاء
من جسمها التي كبرت في الصغر من جديد !
وقد تمكن العلماء
الباحثون من تحديد الجين المسؤول عن هذه العملية وهو جين يرتبط ببروتين ينظم دفاع
الخلية في حالة التوتر، ونفس الجين يتوفر لدى الإنسان ويقوم بدور مشابه.
فهل ستساعدنا مثل
هذه الدراسات في فهم كيف يشيخ الإنسان ولماذا.. وسننتقل يوما من دراسة الكائنات
النموذجية إلى الإنسان ؟ هل سنتغلب على الشيخوخة؟
Enregistrer un commentaire
إظغط لرؤية الكود !
افصل بين الاكواد بفراغ .